#عندما جاء الأمر من الله سبحانه وتعالى

عندما جاء الأمر من الله: دروس الطاعة من إبليس وابن نوح 🕋📜


إبليس

مقدمة: أهمية فهم الأمر الإلهي بعمق وتسليم

عندما يأتي الأمر من الله سبحانه وتعالى، فإنه ليس مجرد طلب عابر، بل اختبار عميق لمدى طاعتنا وتسليمنا له. في هذا المقال، نستعرض قصتين من القرآن الكريم تكشفان عن خطورة الفهم السطحي للأوامر الإلهية: قصة إبليس الذي رفض السجود لآدم عليه السلام، وقصة ابن نوح الذي اعتقد أن جبلًا سيحميه من الطوفان. الهدف هو إبراز أهمية الإدراك العميق لأوامر الله، وكيف أن النظرة السطحية قد تؤدي إلى الهلاك، مع استخلاص درس ملهم يعزز التسليم والطاعة في حياتنا اليومية.


إبليس ورفض السجود لآدم: اختبار الطاعة للأمر الإلهي

في بداية الخليقة، أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة وإبليس بالسجود لآدم عليه السلام تكريمًا له، كما ورد في القرآن: "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين" (البقرة: 34). لم يكن الأمر مجرد سجود لآدم كشخص، بل كان اختبارًا لطاعة الله وتسليم أمره. إبليس، الذي كان من الجن ولم يكن ملكًا، ركز على السجود لآدم نفسه، فاستكبر وقال: "أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين" (ص: 76). لم يدرك إبليس أن القضية ليست عن آدم، بل عن طاعة الله العليم الحكيم.

عندما سأله الله: "ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك؟" (الأعراف: 12)، كشف إبليس عن كبره وعدم تسليمه، مما أدى إلى لعنه وطرده من رحمة الله. هذه القصة تظهر أن الفهم السطحي للأوامر الإلهية قد يقود إلى العصيان والخسارة الأبدية. لو أدرك إبليس أن الأمر يتعلق بطاعة الله وليس بمقارنة بينه وبين آدم، لكان مصيره مختلفًا. هذا الدرس يعلمنا أن ننظر إلى مصدر الأمر -وهو الله- قبل التفكير في تفاصيله، فالطاعة المطلقة لله هي مفتاح النجاة.


ابن نوح والطوفان: الفهم السطحي للعقاب الإلهي

بعد عقود من الزمن، ظهر درس آخر في قصة ابن نوح عليه السلام، كما ورد في سورة هود. دعا نوح قومه للإيمان بالله لمدة 950 سنة، لكنهم استكبروا ورفضوا دعوته. عندما أمر الله نوحًا بصنع السفينة، أخبره أن الطوفان سيغرق الكافرين. كان ابن نوح، الذي لم يؤمن برسالة أبيه، من بين الذين تحدوا الأمر الإلهي. عندما بدأ الطوفان، قال ابنه: "سآوي إلى جبل يعصمني من الماء" (هود: 43)، ظنًا منه أن المسألة مجرد ماء يمكن أن يحميه منه جبل مرتفع.

إبليس

لكن نوح عليه السلام، بفهمه العميق لأمر الله، رد عليه قائلاً: "لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" (هود: 43). لم يكن الأمر مجرد طوفان مائي، بل كان عقابًا إلهيًا لا مفر منه إلا لمن رحمه الله. ابن نوح، بفهمه السطحي، لم يدرك أن النجاة ليست في الجبل، بل في التسليم لأمر الله والركوب مع نوح في السفينة. فكان مصيره الغرق مع الكافرين، رغم أنه ابن نبي، لأنه أعرض عن الأمر الإلهي واتبع ظنه الخاطئ. هذه القصة تبرز أهمية الإدراك العميق لأوامر الله، وعدم الاكتفاء بالنظرة السطحية التي قد تكون قاتلة.


المدرسة السطحية المستمرة: من إبليس وابن نوح إلى يومنا هذا

إن المدرسة التي تخرج منها إبليس وابن نوح لا تزال مستمرة حتى اليوم، حيث يقع الكثيرون في فخ الفهم السطحي لأوامر الله. نرى ذلك في تعامل البعض مع العبادات: الصلاة تصبح مجرد حركات بدنية دون خشوع، والحجاب يتحول إلى مجرد غطاء دون التزام بالحشمة الداخلية، والحج يُختزل إلى طقوس دون إدراك لمعانيه الروحية، وحتى رمضان يصبح نظامًا غذائيًا بدلاً من فرصة للتقرب إلى الله. هذا الفهم السطحي يُفقد العبادات جوهرها، ويحرم المسلم من الأجر الحقيقي.

القضية ليست في العبادة نفسها، بل في الغاية منها: طاعة الله والتسليم لأمره. عندما ننظر إلى العبادات على أنها مجرد واجبات شكلية، نفقد الارتباط الروحي بها، ونصبح كمن يسير في طريق إبليس وابن نوح، حيث يغلب الفهم السطحي على التسليم العميق. التحدي اليوم هو أن نعيد النظر في نوايانا وأفعالنا، وأن ندرك أن كل أمر إلهي يحمل حكمة ومصلحة، حتى لو لم ندركها بأنفسنا.


أهمية الإدراك العميق لأوامر الله: الطاعة طريق النجاة

إبليس

لكي ننجو من مصير إبليس وابن نوح، يجب علينا أن ندرك أولاً من هو الآمر: إنه الله العليم الحكيم، الذي لا يأمر عباده إلا بما فيه خيرهم. ثم يجب أن نفهم طبيعة الأمر: إنه اختبار لتسليمنا وطاعتنا. الله سبحانه لا يأمرنا بشيء إلا لمصلحتنا، كما قال: "وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم" (البقرة: 216). الصلاة تطهر النفس، والحجاب يحفظ الكرامة، والحج يجدد العهد مع الله، ورمضان يربي التقوى. كل أمر إلهي يحمل حكمة، والمطلوب منا هو التسليم الكامل، حتى لو لم ندرك الحكمة في اللحظة.

الإدراك العميق يعني أن ننظر إلى العبادات كوسيلة للتقرب إلى الله، وليس كمجرد واجبات شكلية. عندما نصلي، يجب أن نستحضر أننا نقف بين يدي الله، وعندما نصوم، يجب أن ندرك أننا نترك الطعام طاعة لله وليس لأغراض صحية فقط. هذا الفهم يعيد للعبادات روحها، ويجعلها مصدرًا للسعادة والسكينة في حياتنا.


درس ملهم: التسليم لأمر الله مفتاح السعادة والنجاة

في ختام هذه الرحلة التأملية، نستخلص درسًا عظيمًا: التسليم الكامل لأمر الله هو طريق النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة. إبليس وابن نوح خسرا كل شيء لأنهما ركزا على الفهم السطحي وأهملوا طاعة الله. أما المؤمن الحقيقي فهو من يسلم أمره لله، ويدرك أن كل أمر إلهي يحمل خيرًا، حتى لو لم يظهر له في البداية. فلنحرص على تعميق فهمنا لأوامر الله، ولنكن من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، سائلين الله الهداية والتوفيق في كل خطوة.


المصدر




هل أعجبتك القصة؟ ❤️

اكتب رأيك في التعليقات، ولا تنسَ مشاركة القصة مع من تُحب، واشترك في قناتنا لمزيد من القصص 💬📢
🔔 اشترك الآن في القناة

💬 هل لديك رأي أو تعليق؟ شاركنا في التعليقات أدناه:

تعليقات

تعليقات